ازمة هبوط اسعار النفط .. والتي هي امتداد للازمة الاقتصادية الحالية .. انعكست بشدة على حجم الثقة التي يمنحها المستثمرين والشركات للمواد الاساسية للتداول في الاسواق كالذهب والعملات والنفط وغيرها .. دعونا نقف عند الاسباب الاساسية التي ادت الى انخفاض اسعار النفط والتي هي نفسها سيمتد تآثيرها في الاشهر القادمة والتي ستؤدي الى الاستمرار في الانخفاض او بقاء الاسعار منخفضة مقارنة بالسنوات السابقة ..
السبب الاول : انعدام الثقة بين منتجي النفط :
جميع المنتجين غير متفقين على التخفيض وحتى اذا اتفقو ظاهريا فالمؤكد انهم لن يلتزمو بالاتفاق .. لان كل طرف متخوف من بقية الاطراف لان لا يأخذو حصصه من السوق في حال قرر التخفيض .. كما ان اغلب الدول لاتستطيع التخفيض لانها تعتمد وبشكل كلي على تصدير البترول في اقتصادها ..
السبب الثاني : انخفاض الطلب :
وأحد اهم اسباب هذا الاتخفاض هو ازمة فيروس كورونا الحالية التي ادت الى توقف العديد من مصانع الانتاج التي تعتمد على النفط .. يزيد على ذلك ان حجم الانتاج اصبح اكبر في وقتنا الحالي من اي وقت مضى .. وان زيادة الانتاج الاخيرة ادت الى ان المستهلكين الاكبر في العالم قد قامو بملىء مخازنهم بالكامل وبالتالي قلت رغبتهم في شراء المزيد ..
السبب الثالث : الولايات المتحدة الامريكية :
في الاعوام الاربعة الاخيرة تحولت الولايات المتحدة الامريكية من مستورد للنفط الى واحدة من اكبر المصدرين في العالم .. وهي ترغب بشدة بتغطية احتياجات الاتحاد الاوروبي من النفط على حساب روسيا التي تعتمد عليها دول الاتحاد الاوروبي بشكل كبير في مجالي النفط والغاز .. وتأتي رغبة امريكا هذه من سببين اساسيين .. الاول هو ان دول الاتحاد الاوروبي تعتبر حليف تقليدي لها والثاني ان روسيا تعتبر عدو تقليدي لها .. على الرغم من ان امريكا هي الخاسر الاكبر بسبب انخفاض الاسعار لان اعلب انتاجها هو من النفط الصخري الذي يعتبر مكلفا اكثر في عمليات الانتاج ..
السبب الرابع : التقدم التكنولوجي :
كلما ازداد تقدمنا التكنولوجي كلما قل اعتمادنا على النفط كمصدر للطاقة وكلما اوجدنا البدائل تنخفض الاسعار .. وتعتبر التكنولوجية المتقدمة الاساس في تغير وضع دولة كالولايات المتحدة الامريكية في مجال الطاقة ..
في المحصلة من هو المستفيد الاكبر مما يحصل ؟ .. بالطبع الدول المستوردة للنفط وعلى رأسهم الصين ..
هل ستؤثر هذه الازمة في اقتصادات الدول المعتمدة على تصدير النفط وخصوصا الدول العربية على المدى الطويل ؟ .. انا لا اعتقد ذلك واتمنى ان تكون هذه الازمة محفزا لتنويع الاقتصاد لدى هذه الدول وليس اقتصاره فقط على النفط .. وخير ما يستهل به هذا التنوع هو ان تبدأ هذه الدول بالاصغاء الى الشباب لديها لانهم الثروة الحقيقية ..