تظهر شركة “دي إتش إل” (DHL) العملاقة للخدمات اللوجستية العالمية، باعتبارها واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في مطار إسطنبول باستثمارات تبلغ 130 مليون يورو (147 مليون دولار)، علاماتٍ على استثمارٍ ثانٍ في البلاد.
وقال ألبرتو نوبيس، الرئيس التنفيذي لشركة دي إتش إل إكسبريس في أوروبا، “لم أر استثمارًا بمثل هذا الحجم في أوروبا”، مؤكّدًا أن الاقتصاد الأوروبيّ يمرُّ بمرحلةٍ مستقرّة.
وفي مقابلةٍ مع صحيفة صباح التركية اليومية، قال نوبيس إن عمليات الشركة في تركيا ستنقل إلى مطار إسطنبول بحلول عام 2020. وأضاف: “إننا نقوم بأعلى الاستثمارات من جانب كل من المتر المربع والمبلغ في تركيا في قطاع النقل الجوي السريع. يزداد موقع تركيا الإقليمي قوةً يومًا بعد يوم، ووفقًا للتطوّرات، يمكننا بدءُ استثمارٍ جديدٍ هنا”.
تحتلُّ تركيا، التي تعمل فيها شركة دي إتش إل منذ 38 عامًا، مرتبةً في الخمس دولٍ الأولى بين 42 دولة في المنطقة الأوروبية.
من جهته، قال السيد كلاوس لاسين، الرئيس التنفيذي لشركة دي إتش إل في تركيا: “نقوم الآن باستثمارٍ سيستغرق 40 عامًا أو أكثر. لأن تركيا تسير على طريق حرج. إنها في مرحلة جيدة للغاية من حيث موقعها وهي سوق واعدة. لقد جعلنا هذا الاستثمار أكبر لكي نزيد حصّتنا في السوق التركية خلال السنوات القادمة والتي تبلغ اليوم 53 في المئة. في الحقيقة، إننا مهتمّون بنموّ السوق أكثر من زيادة حصّتنا”.
وفي حديثه عن الجدول الزمنيّ للاستثمار، قال لاسين إنهم قد وضعوا الأساس وسوف ينتقلون إلى المرحلة الثانية اعتبارًا من الأول من أيّار/ مايو. وأضاف: “هدفنا هو الانتقال إلى المرحلة الثالثة في كانون الأول/ ديسمبر. إذا سارت الأمورُ على النحو المخطّط، فإننا نهدفُ إلى الانتقال بحلول عام 2020. نتحدث عن استثمارٍ تبلغ مساحته 42 ألف متر مربع، وسنحقّق نموًّا قدرُه 3.5 أضعاف مع استخدام المرافق بأحدث التقنيات، وستزيد سعة شحننا التي تبلغ 10 آلاف في اليوم إلى 9 آلاف في الساعة. إننا نوظّفُ حاليًّا 867 شخصًا. ستزيد فرصُ العمل في الموقع الجديد بشكلٍ كبيرٍ أيضًا”.
تحدث لاسين بتفصيلٍ عن الاستثمار الجديد المحتمل قائلًا: “هذا الاستثمار ليس هو الأخير. في الواقع، إنه الخطوة الأولى من الاستثمارات الجديدة القادمة. وعندما تتحقّقُ توقّعاتُنا، سنتمكّن من اتخاذ خطواتٍ إضافية، وبعد أن نرى ما إذا كان السوقُ ينمو فإننا على استعدادٍ للاستثمار فيه”.
ولدى سؤاله عمّا إذا كانت تركيا ستكون مركزًا للوجستيات مثل لايبزيغ، أشار إلى أنه من خلال الاستثمار في المطار، فإن الحكومة التركية “تمهد الطريق لذلك. لا يمكن قول ذلك في الثلاث إلى خمس سنوات القادمة. سيكون ذلك ممكنًا بفضل إلى هبوط الطائرة ذات الجسم العريض مع توسيع المدارج في المراحل الأخرى من الاستثمار”.
ووفقًا لنوبيس فإن التجارة الإلكترونية توفر فرصًا جادّةً لقطاع اللوجستيات العالميّ، مشيرًا إلى أن التجارة الإلكترونية أصبحت القوة الدافعة الرئيسية للنموّ في التجارة العالمية.
وقال نوبيس: “نرى الاستثمار في مطار إسطنبول خطوةً مهمّةً للغاية من حيث نموّ التجارة الإلكترونية كونه أول مركز للعمليات بأتمتة كاملة وأحدث التقنيات في تركيا”، مضيفًا أنه بفضل الاستثمار الكبير الذي صنعوه في تركيا، سيستفيد عملاءُ دي إتش إل من هذه الإمكانات.
وتابع قائلًا: “عندما أفكّرُ في جميع التطورات في هذا القطاع في السنوات الـ 10 إلى الـ 12 الماضية، لا أتذكّر أنني شهدتُ استثمارًا كبيرًا. لم يكن هناك استثمارٌ لهذا البُعد في أوروبا. هناك نقصٌ في الأخبار الجيدة في أوروبا: في أوروبا، لم تعد الاستثمارات بهذا الحجم تتحقق، إذ إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو الموضوع الأكثر إثارة للجدل اليوم في أوروبا، كما أن عوامل النموّ في مطار إسطنبول تجذب الانتباه أيضًا، ونعلم أن الحكومة التركية تريد تحويله إلى مركزٍ مهمّ.”
وأضاف نوبيس أن عمليات الشركة في تركيا ستكتسب زخمًا كبيرًا مع الانتهاء من الاستثمار الجديد. وقال: “هذا أحد أهم الاستثمارات ضمن شبكتنا الأوروبية”.
المصدر : ترك برس